السفير - لا تزال أزمة المياه في عدد من البلدات العكارية تقلق الأهالي وتربكهم لما ترتب عليهم من كلفات مرتفعة للصهاريج. فلم يجد هؤلاء امامهم سوى اللجوء إلى الطرق البدائية لتأمين حاجاتهم، علماً أن مؤسسة مياه لبنان الشمالي استلمت عدداً من الآبار والمحطات وخزانات المياه والشبكات المنفذة منذ سنوات من دون أن تعمل على الكشف عليها وتشغيلها.
والغريب في الأمر أن لدى مراجعة مؤسسة المياه من قبل فاعليات المنطقة كان الجواب بأنها لم تتسلّم هذه المحطات ولا تعرف لمن تتبع الخزانات ولا لمن تعود الشبكة التي تصل المحطة بالخزانات، ليتضح أن محضر تسلّم المحطة موقع من ممثل مؤسسة مياه لبنان الشمالي في العام 2012.
يطرح ذلك، تساؤلات عدة عن دور «مؤسسة مياه لبنان الشمالي»، التي تغيب عن متابعة المشاريع المتعلقة بها، في الوقت الذي يعاني فيه المواطنون من العطش، وهل يعقل وجود محطتين وخزانات في بلدتي عين الذهب وبرقايل والمؤسسة لا تعلم بوجودهما؟ فعلى أي أساس قام الموظف بتسلم محطة المباركية في عين الذهب؟
وقد بات معروفاً، أنه يستحيل وجود مشروع واحد في عكار تابع «لمؤسسة مياه لبنان الشمالي» من دون أن تعتريه الأخطاء الفاضحة إن كان لناحية التنفيذ أو لناحية الدراسات والتشغيل، فضلاً عن الإهمال والفساد وغياب الرقابة، إذ لا تزال شبكة بلدة برقايل تعاني من سوء تنفيذ الأعمال التي قامت «مؤسسة مياه لبنان الشمالي» بتلزيمه، منذ نحو عام، لشركة STC، بكلفة حوالي ثلاثة مليارات ونصف مليار ليرة لبنانية، حيث تبين أن الشبكة موجودة علی عمق لا يتعدی 5 سنتيمترات، فيما يجب أن تكون علی عمق لا يقل عن الـ60 سنتيمتراً.
يؤكد عضو «لجنة الأشغال النيابية» النائب معين المرعبي وجود مافيات وصفقات وسرقة للمال العام، موضحاً «أن ما اكتشفناه من ارتكابات في مؤسسة مياه لبنان الشمالي يفضح القيّمين عليها بدءاً من رئيسها ومدرائها وصولاً الى العاملين على تسلم المحروقات الخاصة بالمولدات الكهربائية»، لافتاً الانتباه الى «أن مدير المؤسسة جمال كريم رفض تسليمنا نسخة عن العقد (مواصفات ـ كميات ـ مراسلات ـ كشوفات ـ محاضر التسلم ... ) الموقع ما بين مصلحة مياه الشمال وشركة STC المتعلق بأشغال نفذت على شبكات منظومة بيت ملات المائية بشكل سيئ جداً، لذلك قمنا بإرسال كتابين الى كل من وزير الطاقة والمياه، ورئيس التفتيش المركزي لفتح تحقيق والكشف على الأعمال المنفذة وإجراء المقتضى القضائي والقانوني».
ويلفت المرعبي النظر الى «أن اللجنة الفرعية طلبت من وزارة الطاقة تسلم محطة برقايل (المكتشفة حديثاً)، علماً أن مجلس الإنماء والإعمار قد قام بتسليمها في العام 2000 لوزارة الطاقة، لكن مؤسسة مياه الشمال تلكأت عن تشغيلها».
من جهته، يؤكد مصدر إداري في مؤسسة مياه لبنان الشمالي لـ «السفير» أنه «تمّ بالفعل تسلم محطة المباركية في بلدة عين الذهب من قبل المؤسسة، وتم تأهيل الكهرباء منذ أسبوعين، وتزويدها بمقوٍّ لتجهيزها وتأكيد الضخ منها على خزان موجود في البلدة، علما أن المؤسسة ليس لديها اشتراكات في البلدة، لكنها لا تمنع الأهالي من الاستفادة منها».
أما بالنسبة لبلدة برقايل، فهناك بئر حفرت قديماً ولم يتم تسلمها من المؤسسة.
