دموع الاسمر
21 تشرين اول 2016
عاشت طرابلس يوم امس الخميس ساعات من الترقب وسط شائعات انتشرت ما بين المواطنين وعبر وسائل التواصل الاجتماعي التي شهدت بيانات ومواقف بعضها اتسم بالحدة والبعض الآخر ما بين الترهيب والترغيب ونفي مضاد مما جعل الساحة الطرابلسية عرضة للقلق والخشية من انفلات الوضع الامني بالرغم من كونه ممسوكاً للغاية من قبل الجيش اللبناني وجميع الاجهزة الامنية.
كثيرون توقعوا - وحسب البيانات العديدة التي صدرت عن مقربين الى الوزيراشرف ريفي - ان يخرج المعترضون على خيار المرشح الرئاسي العماد عون الى الشوارع واطلاق يوم غضب على غرار يوم الغضب الشهير الذي حصل في كانون الثاني 2011 وقد تحدثت تلك البيانات عن قطع طرقات واعتصامات واحراق اطارات، لكن سرعان ما جرى نفي هذه الشائعات ونفي مضامين البيانات ودعوة انصار ريفي الى الالتزام بقرار يصدر عن شخص ريفي الذي غادر منذ يومين الى تركيا، في حين ان البيان الذي صدر عنه قبل يومين كان قد اوحى بمواجهة شعبية في الشارع لخيار العماد واسقاط هذا الخيار في الشارع.
ويمكن الاشارة الى ان شوارع طرابلس شهدت تراجعا نسبيا بعد ظهر امس في حركتها حيث كان الجميع ينتظر موعد الكلمة التي سيلقيها الرئيس سعد الحريري لاعلان تأييده العماد عون وقد فعلت الشائعات فعلها وعملت القوى المحلية على رصد حركة المعترضين على هذا الخيار، في الوقت الذي اصدر فيه مكتب الرئيس ميقاتي بيانا نفى فيه بشكل قاطع اللجوء الى الشارع لمواجهة الخيار لافتا الى ان هذه الممارسة ليست من شيم ميقاتي وان اعتراضه يبقى ضمن الاصول الديموقراطية بعيدا عن الغوغاء والفوضى.
وحسب مصادر مطلعة ان انصار اريفي عقدوا اجتماعات عدة لمناقشة خيارات المواجهة ومنهم من اوصى بضرورة تنظيم تظاهرات واعتصامات فيما نقل عن ريفي انه طلب من انصاره عدم التحرك والتزام الهدوء الى حين عودته من تركيا وحينئذ ستتم دراسة الخيارات الممكنة وحسب ما توعد به في حال ترشيح العماد.
ولعل بعض الاوساط الطرابلسية فوجئت وصدمت بموقف النائب خالد ضاهر الذي تخلى عن تحالفه مع ريفي ولبى سريعا دعوة الرئيس الحريري في بيت الوسط معلنا تأييده العماد عون «لانه الرجل الوطني الكبير» مما يعني ان ريفي بقي وحيدا في الساحة الطرابلسية رافضا عون او فرنجيه او اي مرشح من 8آذار ،عكس الرئيس ميقاتي الذي رفض تأييد عون ومعلنا انحيازه الى الوزير فرنجيه.
ويمكن القول ان الوجوم سيد الموقف في طرابلس وقد ارتسم هذا الوجوم على وجوه العديد منهم وقد لاحظوا ان اي تحرك في الشارع دونه مخاطر، حتى ان مصادر طرابلسية اعتبرت ان ريفي راجع حساباته جيدا وخشي من الشارع الذي قد يخذله خاصة ان الجيش اللبناني والاجهزة الامنية قد عززت تواجدها ودورياتها في شوارع المدينة تحسبا لاي حركة مشبوهة تستغل الاستقرار.
ولاحظت الاوساط ان كل البيانات التي صدرت بقيت حبرا على ورق لان المنظمين ادركوا ان الفشل نصيبهم لا سيما ان الطرابلسيين مرتاحون الى اجواء الاستقرار والامان في مدينتهم وقد سئموا الحركات الشوارعية التي لم تجلب لهم سوى الخسائر المادية وانهيار الحركة الاقتصادية وفقدان الامن والامان وان التجارب السابقة علمتهم الدروس التي لا يمكن نسيانها ولا يزال العديد من شباب المدينة في السجون جراء تلك الشوارعية وقد تخلى عنهم من ورطهم.
انتهى نهار طرابلس على خير وبدا الترشيح المستقبلي للعماد عون انه مر بخير ولم يتوقف الحريري عند بضعة معترضين بالرغم من ان الحالة الشعبية في طرابلس غير راضية عن هذا الترشيح وتعتبره مغايرا لمواقفهم والتزاماتهم وفي الايام القليلة المقبلة قد تتظهر المواقف اكثر وتتوضح كيفية المواجهة التي يقودها الوزير ريفي.
