افتتحت الجماعة الاسلامية في الشمال مركز الدعوة في منطقة الضم والفرز بطرابلس والذي يضم عددا من المرافق الاجتماعية، التربوية، الشبابية، الرياضية والنسائية وبمشاركة فعاليات علمائية، سياسية، اجتماعية ومدنية.
وقد أكد اﻷمين العام للجماعة اﻹسلامية فضيلة الأستاذ عزام اﻷيوبي على سياسة الجماعة المنفتحة على مختلف طيف المجتمع اللبناني.
كما واعتبر بأن بعضا من اللبنانيين لم يتعظوا من التجارب السابقة فهم ﻻ يزالون يمعنون في تعطيل مؤسسات الدولة بمنطق سلطة اﻷمر الواقع، كما وشدد على ضرورة أخذ العدالة مجراها في قضية تفجير مسجدي التقوى والسلام ومحاسبة المجرمين.
من جهته الاستاذ احمد خالد رئيس لجنة الاشراف على البناء تحدث عن الهدف من المركز والمرافق التي يحتويها.
وفي الختام تم قص شريط الافتتاح وقام المشاركون في الحفل بجولة على مرافق مركز الدعوة.
كلمة الأمين العام للجماعة الإسلامية في افتتاح مركز الدعوة في طرابلس
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على الرحمة المهداة، والنعمة المزجاة، الذي به ختمت الرسالات، محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد:
ها هي مراكز الدعوة في لبنان تتوالى، فبعد بيروت وشحيم وصيدا تنضم طرابلس إلى أخواتها في افتتاح المجمعات التي أردناها مراكز للدعوة والتلاقي والحوار، قبل أن تكون مراكز حزبية تجمع الأنصار. ولأن الجماعة جزء من الدعوة وليست الدعوة جزءا من الجماعة، كانت مراكز الدعوة، التي تشغل الجماعة جزءا منها وليس العكس. ولأن الدعوة هي رسالة الخير والرحمة للجميع وليست لفئة دون أخرى، أردنا لهذه المجمعات أن تكون وعاء يحوي بين جنباته المؤسسات التي ترجع على الناس بالخير في أمور دينهم ودنياهم.
هذه هي رسالتنا التي ندرك أنها تأتي اليوم في عكس اتجاه السير، فحيث يتقوقع الآخرون نسعى إلى الإنفتاح. وحيث يتداعى أصحاب كل مذهب وكل طائفة إلى أضيق العناوين، التي تزيد في تمزيق الممزق، نحرص على الإلتقاء مع الجميع على القيم التي تبني المجتمعات على أسس متينة. لقد دفع لبنان في أكثر من محطة أثمانا باهظة للرهانات الفئوية بكل تلاوينها، ووجد المراهنون أنفسهم في نهاية كل محطة مضطرين للجلوس على طاولة واحدة مع من راهنوا على إلغائهم أو إخضاعهم، ولكن يبدو أن هناك من لم يتعظ بكل التجارب السابقة، وهو يحاول أن يجرب حظه حيث فشل الآخرون. وانظروا إن شئتم أن تتأكدوا من صدق هذا التوصيف في أي مؤسسة من مؤسسات هذا البلد، بدءا من رئاسة الجمهورية المختطفة منذ سنتين ونصف، بقوة الأمر الواقع وليس بأي حجة دستورية، كما يحلو للمعطلين أن يدعوا. مرورا بالحكومة المشلولة والمختطفة أيضا بقوة الأمر الواقع ومنطق الإخضاع والإبتزاز. وصولا إلى القضاء الذي يجاهد من أجل الحفاظ على ماء الوجه بين الفينة والأخرى، كما رأينا في ملف الإرهابي ميشال سماحة وقضية تفجيري التقوى والسلام. مع التأكيد على عجز هذه المؤسسة أيضا عن الوصول إلى إنفاذ عدالتها الكاملة نتيجة قوة الأمر الواقع التي تعطل أو تختطف المؤسسات التي من المفترض أن تمكنها من إنفاذ عدالتها. وإلا ما معنى أن يدان المجرم ميشال سماحة ولا تحرك مؤسسات الدولة ساكنا في سبيل جلب أو حتى أخذ موقف سيادي ممن كانوا وراء جريمته، وها هو الأمر نفسه يتكرر في ملف التقوى والسلام.
على الرغم من كل ما سبق ذكره، ستبقى رسالتنا هي الإنفتاح والبناء والخير للجميع، ولن نسمح لأصحاب المشاريع الإلغائية أو الإخضاعية أن تحرفنا عن مسارنا الذي استقيناه من كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم. وسندافع عن حقنا في الحياة بعزة وكرامة بكل ما أوتينا من قوة، ولن ترهبنا أي قوة على وجه الأرض، كما لن تسحرنا أوهام المدّعين. إيماننا الراسخ أن الحق منتصر ولو بعد حين، ولذلك لن نتخلى عن حمل رسالة الخير للعالمين. قال تعالى: " كذلك يضرب الله الحق والباطل، فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال".
