عيون السمك" من أجمل المناطق اللبنانية في الشمال جبالها وسهلها الفسيح وشلالتها لوحة فنية وتنتظر اعلانها محمية
كل إنسان على وجه الأرض بحاجة الى تأمل جمال الطبيعة لكي يروح عن نفسه من أعباء العمل وضغوطات حياته اليومية كذلك عند نفاذ الصبر بسبب الظروف الأليمة التي تحيط به، وأول ما يلجأ اليه هو أحضان الطبيعة الفتانة والأماكن التي تحوي الجمال الرباني والمناظر الخلابة المرسومة بكل دقة وعظمة، فما بالك إن وجدت بلدة تمتاز بهذا الجمال في كل نواحيه هي بلدة "عيون السمك".
ما ان تطأ قدماك أرض "عيون السمك" حتى تسافر في عالم الخيال والحلم، ويشرد ذهنك بين جبالها الشامخة، وعلى سهلها الفسيح ومروجها الخضراء الممتدة بأعشابها الناضرة، والمزينة بالورود والزهور ذات الألوان الرائعة والروائح الزكية التي تبهج الروح بالنفحات الشذية، فترى الطبيعة مرتدية أجمل حللها لتزين تلك اللوحة الفنية المرسومة بإقتدار، ثم تسمع صوت غدير يجري لتدهش بمنظر الجداول التي تنزل من شلالات إرتكزت على تلال خضراء، فيسير هذا النهر بين السواقي ويخط سيله على هضبة ليصل الى بحيرة تبدو للناظر إليها، خصوصا مع شروق الشمس وكأنها عقد من اللؤلؤ الأبيض البراق يشع نورا، مشاهد تبهج الأنظار وتبعث في القلب السرور والبهجة.
بلدة عيون السمك تعتبر من أجمل المناطق اللبنانية الشمالية، تتميز بمواصفات بيئية وسياحية عالية، إستمدت إسمها من شكل نبعي الماء فيها اللذين يأخذان شكل عيني سمكة، وهي تشكل نقطة إلتقاء بين قضائي المنية - الضنية وعكار، فهي تتبع جغرافيا الريحانية في المنية - الضنية وإداريا بلدة سفينة القيطع في عكار. يبلغ عدد سكانها حوالى 1050 نسمة، تتميز بكثرة ينابيعها وبالأنهار الجارية وشلالات المياه الجميلة المتدفقة من أعلى القمم، والمناظر الطبيعية الخلابة في أرجائها، وعلى رأسها بحيرة "عيون السمك" التي تبلغ مساحتها 50 ألف متر، حيث تصب مياه نبع السكر المتدفق من أعالي جرود الضنية نحو وادي "عيون السمك" في البحيرة، ومنها تجري المياه لتتحد مع روافد نهر البارد.
لم تستثمر الدولة اللبنانية بحيرة "عيون السمك" الطبيعية إلا بإنشاء محطة لتوليد الطاقة الكهربائية فقد انشأت إحدى الشركات منتصف الخمسينات من القرن الماضي محطة لتوليد الطاقة الكهربائية وبحيرة بطول 1200 مترا" وعرض يترواح بين 120 و 300 متر من أجل إنتاج طاقة تصل في وقت الذروة إلى 35 ميغاوات، لكنها في هذه الأيام لا تصل إلى 7 ميغاوات.
ومما لا شك فيه أن هذه المنطقة الشمالية نظرا لجمالها الطبيعي ومناظرها الخلابة ومياهها النقية أصبحت مقصدا للمتنزهين والسياح، وقد صور العديد من الفنانين أفلام "فيديو كليب" في ربوعها وعند شلالاتها، منهم مايز البياع، عمر الصعيدي، تامر حسني والفنانة نانسي عجرم.
يعيش أبناء البلدة حياة ريفية بحتة، فهم يعتمدون على زراعة اللوز والزيتون والدراق والحمضيات وصناعة المربى وماء الزهر، وفي الآونة الأخيرة أنشأت على ضفافها المنتزهات والمطاعم والمقاهي، ما أدى الى زيادة الإستثمار فيها.
عيون السمك" ، اجما ما تراه من جبال ووديان وسهول و براري وبحيرة يمكن أن يؤسر الأنظار بجمالها، ويدفع كل واحد منا الى زيارتها و التمتع بجماليات المناظر الطبيعية