المحافظ نهرا: جمعية مكارم الاخلاق الاسلامية في طرابلس، منارة في العلم والمعرفة وما بخلت يوما بالعطاءات والتضحيات من اجل نشر الاخلاق الحميدة بين ابناء المدينة.
رعى محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا حفل تكريم عدد من الوجوه الاجتماعية في طرابلس تحت عنوان ” مكارميين في خدمة المجتمع ” نظمته جمعية مكارم الاخلاق الاسلامية في طرابلس في قاعة الحاج سميح مولوي خلف مسجد الصديق.
حضر الإحتفال اضافة الى المحافظ نهرا، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى الوزير السابق عمر مسقاوي، رئيس دائرة الأوقاف الإسلامية الشيخ عبد الرزاق إسلامبولي ممثلا مفتي طرابلس والشمال الدكتور مالك الشعار ، نبيل الصوفي ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي، رشاد ريفي ممثلا وزير العدل المستقيل اشرف ريفي، الدكتور مصطفى الحلوه ممثلا النائب محمد الصفدي، الدكتور عمر المصري ممثلا النائب محمد كباره، رئيس الجمعية محمد رشيد ميقاتي، وحشد من الفاعليات السياسية والدينية والتربوية والثقافية وهيئات من المجتمع المدني ورؤساء بلديات ومخاتير ومهتمين.
المحافظ نهرا شكر في كلمته القيمين على جمعية مكارم الاخلاق الاسلامية لدعوته ورعايته لهذا الاحتفال المميز، واصفا الجمعية بالمنارة التي ما بخلت يوما بالعطاءات وتخريج اهم الشخصيات السياسية والقيادات العسكرية والمراجع الدينية والاجتماعية في طرابلس والشمال وقال:” لقد دأبت جمعية المكارم ومنذ ما يزيد على 50 سنة من الزمن على العمل لتكون منارة لابناء مدينة العلم والعلماء.
اضاف:” لقد كانت المكارم وما زالت طريق التعاون البناء مع مختلف شرائح مجتمع طرابلس الحبيبة على قلوب جميع اللبنانيين، وكانت الاطار الجامع والمرشد للطلاب لكسب الاخلاق الحميدة اولا ومن ثم كسب العلم والمعرفة والتعامل مع الاخرين، وكانت وما زالت مدرسة في التربية ونشر ثقافة العيش المشترك.
وتابع:” لقد ساهمت الجمعية بفضل القيمين عليها برفع المستوى التعليمي بمختلف مراحله وبث روح التآلف والتحابب ونشر مكارم الأخلاق ، ونشر الفضيلة ومحاسن الآداب وتحقيق الاخوة الانسانية والقيام بالأنشطة البيئية وغيرها، اضافة الى مساعدة الفقراء والمحتاجين والمعوزين والعائلات المستورة والأيتام وتأمين ابسط مستلزمات الحياة الكريمة لهم ، وهذا المؤسسة التي نعتز بها في الشمال، انطلق منها ابرز القيادات السياسية والامنية والاجتماعية والتربوية في طرابلس والشمال وكان لهم دور رائد في حماية وبناء المجتمع.
وفي الختام نوه نهرا بالمكرمين الفائزين بانتخابات بلديتي طرابلس والميناء، لافتا الى ان هذه الانتخابات كانت التجربة الاولى في مسيرته الوظفية ، مشيرا الى انه بفضل ايمانه وارادته تمكن من اجتياز الانتخابات بنجاح وكان لها الصدى الايجابي من كبار المسؤولين والمرشحين والناخبين ان من ناحية النزاهة والشفافية وان من ناحية التنظيم، اضافة الى انه ” لم يعكر صفواها اي حادث امني يذكر”.
الاحتفال كان قد بدأ بتلاوة عطر من القران الكريم تلاها الشيخ خالد زكريا، ثم القى عريف الاحتفال الدكتور رضوان خياط كلمة شكر فيها المحافظ نهرا على رعاية الحفل، منوها بمزايا المكرمين وهم نقيب اطباء لبنان الشمالي الدكتور عمر عياش، الاعضاء الفائزين في بلدية طرابلس الدكتور عزام عويضة، الدكتور صفوح يكن، المهندس محمد نور الايوبي، الدكتور عبد الحميد كريمه، باسل الحاج ، ويحي غازي الفائز في بلدية الميناء.
ثم كانت كلمة لرئيس الجمعية رشيد ميقاتي قال فيها: الحمد لله الذي من علينا بأخوة الايمان، وزيّن صاحب الخطوة منّا بمكارم الأخلاق وجعل ميزان التفاصيل بين البشر التقوى وحسن العمل، الحمد لله الذي جعل الخلق جميعهم عياله، وجعل أحبهم اليه أنفعهم لعياله، فمن اراد محبة الله ورضوانه سعى في الأرض وبذل وسعه في خدمة الخلق وتفانى في تنفيس كرباتهم ورعاية شؤونهم فأصاب في الدارين علو المقام وطيب الثناء.
في رؤيتنا له فلسفته الخاصة وتأويلاته المتدرجة، التكريم هو تأملات في قمة الانجاز ومراتب الابداع، التكريم هو الثناء عند ثمرة القدرات وتفعيل المهارات في سبيل نهضة المجتمع وانتشاله من كبوته.
التكريم هو رفع مقام العمل على حساب القول، والتضحية على حساب الانانية، كما قال الشاعر:
أما الفعال ففوق النجم مطلعها والقول يوجد مطرحاً على الطرق
التكريم هو تثمين لقمة العطار والبذل، وايثار الشأن العام على الشأن الخاص، والعمل الجماعي على المكتسبات الفردية.
اضاف:” التكريم هو أولاً واخراً تكريم الذات المنتجة، والروح المندفعة والشخصية المفعمة بروح الحماس، وهذا مانراه بتجسد في السادة المكرمين الذين نحتفي بهم اليوم في إطار مكارمي وإن كان جهدهم تتسع دائرته على مستوى المدينة والمحافظة.
وأضاف:” ان الحضور المكارمي في العمل العام هو مسيرة أصيلة رفع لواءها الرعيل الاول من المكارميين الذين وضعوا نصب أعينهم خير هذه المدينة على كل المستويات فلم يتركوا بابا من أبواب المعروف الا ولجوه، فمدوا ايديهم الحانية للضعيف وللمريض وللعاجز، وسعوا في نشر مكارم الخلق واصيل القيم ورفعوا شعار الاصلاح والمحبة بين الناس.
وليس غريبا على جمعية استوحت اسمها من حديث النبي صلى الله عليه وسلم: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” أن يكون هذا نهجها وهذه سماتها وسمات العاملين فيها.
وليس غريباً ان نقف اليوم، وبحضور كريم سعادة محافظ لبنان الشمالي القاضي رمزي نهرا، لنكرم هذه الثلة الطبية التي اثبتت حضوراً فاعلاً للمكارم في الشأن العام نقابياً وبلدياً فكانوا وجوهاً مشرقة حازوا ثقة الخاصة قبل العامة وسرى صيتهم الطيب بين الناس، كما يسري العطر اذا هب عليه النسيم.
أكارم حسد الأرض السماء بهم وقصرت كل مصر عن طرابلس
وتابع:” وقد يسأل السائل: لماذا لا تخوض المكارم الاستحقاقات العامة بصورة مباشر؟ ولماذا لا تطرح رؤيتها الخاصة عند كل مفترق سياسي او نقابي او بلدي أو ماشابه ذلك؟
وهذا السؤال مشروع، وخصوصا ان اعضاء المكارم هم من النخب الكفوءة في كافة الاختصاصات الفكرية والتطبيقية والاكاديمية.
والجواب على هذا التساؤل يمكن ايجازه بالتالي:
ان طرح مكارم قيمي ينطلق من رحابة الايمان ومن سماحة الاسلام، ومن فضاءات الاخوة الجامعة. وهذا الطرح لا يمكن ان ينحاز الى فئة من المجتمع دون أخرى، ولا يمكن ان يؤطر في توجه سياسي على حساب آخر، ومن ثم كانت مكارم على مدى عقود منهلا عذبا يرده الجميع ويرتوي من سقياه المجتمع بأسره، ولو خصص هذا المنهل لفئة أو حزب او شخص لفقد مبرر وجوده وزالت حقيقة رسالته.
ولكننا في جمعية مكارم الاخلاق الاسلامية، نسعد بل نشجع كلما رأينا عضواً من أعضاء الجمعية يتقدم بشجاعة نحو العمل العام مجسداً قيم الجمعية ليكون نموذجاً مثالياُ في التضحية والإخلاص والإتقان في زمن يحتاج الى المصداقية والشفافية لتحطيم صنمية الفساد والافساد التي تهيمن على العمل العام.
وليكون المكارمي ملتزما بقوله سبحانه “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنيون”.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ” ان الله يحب من العبد إذا عمل عملاً ان يتقنه”.
وختم:” لا ادري في مقام التكليف أيقال “مبارك لكم”، أم أعانكم الله على ما حملتم من امانة، وماحزتم من ثقة أنا على يقين أنكم لن تفرطوا بها، لذلك كلنا أمل ان نرى بوجودكم عهدا جديدا مشرقاً في نقابة الاطباء، وبلديتي طرابلس والميناء، وان تكرسوا عملكم وشجاعتكم في الاصلاح وقول الحق، وان تسخروا خبراتكم وعلومكم للصالح العام.
وفي ختام الحفل وزع نهرا وميقاتي الدروع التذكارية على المكرمين تقديرا لعطاءاتهم وتضحياتهم في خدمة المجتمع
الجمعة، 29 يوليو 2016
- تعليقات بلوجر
- تعليقات الفيس بوك
Item Reviewed: المحافظ نهرا: جمعية مكارم الاخلاق الاسلامية في طرابلس، منارة في العلم والمعرفة وما بخلت يوما بالعطاءات والتضحيات من اجل نشر الاخلاق الحميدة بين ابناء المدينة.
Rating: 5
Reviewed By: Unknown