لا يجد جمهور «المتحد» الطرابلسي أي مبرر للظلم المتعمد الذي يلحق به، سواء من قبل «الاتحاد اللبناني لكرة السلة» أو من قبل الحكام الذين يرسم حول سلوكهم في مباريات «سفير الشمال» ألف علامة استفهام.
وإذا كان هذا الجمهور الطرابلسي المعروف في بطولة لبنان بأنه الأكثر تهذيبا وحضارة، قد غضَّ النظر عن كثير من الأخطاء التحكيمية غير المبررة التي ارتكبت بحق «المتحد»، والتزم بالخط الأحمر الذي رسمه رئيس النادي أحمد الصفدي بما يتعلق بالاعتراضات التي كانت جميعها تحت سقف الأخلاق والروح الرياضية، فإن ما شهدته سلسلة الـ «فاينل 8» التي تجمع «المتحد» مع «بيبلوس»، لا بدّ من الوقوف عندها وذلك حرصا على استمرار البطولة، وسمعة اللعبة وتاريخها، وهيبة الاتحاد.
لا يوجد متابع لكرة السلة اللبنانية، إلا وشاهد كيف تخلى لاعب «بيبلوس» أندريه سميث عن أخلاقه الرياضية في المباراة الأولى من السلسلة عندما حاول ضرب لاعب «المتحد» شارل تابت بالكرة بداية بعد صافرة الحكم، ومن ثم ضربه عمدا على عينه التي أصيبت إصابة بالغة لدرجة أن الدماء غطت وجه تابت من دون أن يتخذ الحكام قرارا حاسما تجاه سميث، وكيف ضرب جو فوغل عمدا لاعب «المتحد» علاء أرناؤوط من دون كرة أمام أعين الحكام الذين لم يحركوا ساكنا أيضاً. التزم جمهور «المتحد» بتوجيهات إدارته، وترك الأمر للشكوى التي قدمها الى «الاتحاد» الذي تعطل نصاب جلسته بقدرة قادر، كي لا يضطر الى اتخاذ قرار بإيقاف سميث الذي ارتكب أخطاء على أرض الملعب ارتقت الى مستوى «الجريمة الرياضية»، بينما هذا الاتحاد نفسه لم يتوان عن الاجتماع سريعا من أجل معاقبة «المتحد» بحرمانه من جمهوره، ومعاقبة مدربه آلان أباز بالإيقاف على شبهة التعرض لحكام المباراة.
لم ينته الأمر عند هذا الحد، بل بدا واضحا على أرض «قرية الرئيس ميشال سليمان الرياضية «في جبيل، في المباراة الثانية، أن «المتحد» وبصريح العبارة ممنوع من الفوز وهو الذي عاد بعد تأخر 16 نقطة ليتقدم بثلاث نقاط، والأنكى من ذلك، أن «المتحد» ظلم تحكيميا مرات عدة، وعوقب بـ «تكنيكال فاول» أكثر من مرة على وجعه الذي حاول أن يظهره بالاعتراض، الأمر الذي يطرح سلسلة علامات استفهام حول سياسة الاتحاد والحكام تجاه المتحد تحديدا من دون الأندية الأخرى. لكن يبدو أن ما لا يعرفه الاتحاد والحكام معا، أن «المتحد» ليس فريقا عاديا، بل هو سفير لكل طرابلس والشمال ومعهما عكار.